الثلاثاء، 18 مارس 2008

نشيد ارسم ما شئت يا فنان

هيا بنا نصدق نطيع ربنا ونتأسى برسولنا



خُلق الصدق



أولاً : الحث على الصدق

:1- الأمر بالصدق:-

قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }. - عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا اؤتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم ) رواه أحمد

.2- النهي عن الكذب وذمه:-

قال تعالى:{ وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ}.- عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحلفوا إلا بالله ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون ) رواه أبوداود والنسائي

.3- التنويه بأهل الصدق:-

قال تعالى:{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.- قال تعالى:{ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ }. - عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) . رواه مسلم.- قال الحسن بن علي حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة ) .رواه الترمذي

.4- ما أعده الله لأهل الصدق من الأجر :-

قال تعالى:{ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}.- عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ). رواه مسلم

.5- شمول الصدق:

الصدق في الأعمال :-

قال تعالى:{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.- قال تعالى:{ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}.- عن طلحة بن عبيد الله قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام رمضان، قال: هل علي غيره ؟ قال: لا إلا أن تطوع، قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، قال: هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أفلح إن صدق . رواه البخاري ومسلم.
ثانياً : تمثل خلق الصدق في النبي صلى الله عليه وسلم

:1- شهادة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بخلق الصدق :-

قال تعالى:{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}

.2- شهادة أعدائه له صلى الله عليه وسلم بالصدق :-

أبو سفيان لما سأله هرقل عن صدقه صلى الله عليه وسلم وقال له :" هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ" رواه البخاري.- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }، خرج النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا فَهَتَفَ : يَا صَبَاحَاهْ . فَقَالُوا مَنْ هَذَا ؟ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ . فَقَالَ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ مِنْ سَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ ؟ قَالُوا : مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا . قَالَ : فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ . رواه البخاري ومسلم.- قال خديجة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم في قصة بدء الوحي :" كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ..." متفق عليه.- قال عبدالله بن سلام رضي الله عنه :" لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ ". رواه الترمذي .
ثالثاً : من مواقف الصدق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم :-

عن ابن عباس قال:" لما نزلت هذه الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين} خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه فقالوا: من هذا الذي يهتف قالوا محمد فاجتمعوا إليه، فقال: يا بني فلان يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي، قالوا: ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " رواه البخاري.- عن ابن عمر رضي الله عنهم :" كان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً".-

قال الكاتب المستشرق الإنجليزي (هـ جي ويلز) : إن من أرفع الأدلة على صدق محمد كون أهله وأقرب الناس إليه يؤمنون به، فقد كانوا مطلعين على أسراره، ولو شكوا في صدقه لما آمنوا به. [ الإسلام في نظر منصفي الشرق والغرب ].

الصدق من أ/عمرو خالد


أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

الصدق صفة ملازمة للأنبياء، فهي صفة لصيقة بالنبي وكلما امتدح الله عز وجل نبيا في كتابه، وصفه بأنه صادق، صدّيق. "واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صدّيقاً نبياً"، "واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صدّيقاً نبياً"، "واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً". سورة مريم. وهكذا نرى أنها كانت صفة لصيقة بالأنبياء لدرجة تصل للكمال الذي لا يضاهيها ريبة واحدة أو يشك فيها لحظة واحدة، إذن فهي صفة أساسية في النبي.كان النبي بين أهله وعشيرته يتصف بصفة "الصادق الأمين"- قبل بعثته وبين أصحابه وأتباعه بعد البعثة هو "الصادق المصدوق".حتى أنه يوم صعد فوق جبل الصفا – بعد 3سنوات من بعثته – عندما أمر بالجهر بالدعوة: "فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين"(سورة الحجر 94), يصعد الجبل ويقول كلاما هو أقرب لعدم التصديق حتى يختبر إلى أي مدى هم يصدقونه. يجمع القبائل كلها و ينادي فيهم: "أرأيتم إن أخبرتكم أن خلف هذا جبل خيلاً تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدّقي؟ - ومن سافر للحج أو العمرة يعلم أن جبل الصفا قصير، وسهل رؤية الخيل لو كانت وراءه فعلاً – فقالوا: ما جربنا عليك كذباً قط، فقال: فإني لكم نذير بين يدّي عذاب شديد".حتى أبو لهب عندما قام ليرد عليه لم يستطع أن يقول له أنت كاذب، إنما قال له تباً لك, أجمعتنا لهذا؟ - أرأيتم الصفة راسخة عند النبي لأي مدى؟ أما بعد البعثة فهو الصادق المصدوق. يروي ابن مسعود : حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة – ويأتي العلم الحديث ليثبت هذه الحقيقة والتي كان لا يتخيلها الصحابة وقتها – ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح .. إلى آخر الحديث.هذا الكلام لم يشهده الصحابة مثلما شهدنا نحن اليوم مع التقدم والسونار الذي يحدد اليوم عمر المولود، لكن الصحابي عندما روى الحديث قال : حدثنا الصادق المصدوق وصدقوا فعلاً ما قاله النبي.إذن نحن نتحدث عن صفة الأنبياء الأصيلة واللازمة لهم وخاصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتخيل لو أنه ثبت على أحد الأنبياء أنه كذب ولو مرة هل سيصدق بعد ذلك في رسالته؟بل إن الله سبحانه وتعالى لا يعاملنا إلا صدقاً، يقول الله تبارك وتعالى: "الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه، ومن أصدق من الله حديثاً" ويقول أيضاً: "والذين أمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً، وعد الله حقاً، ومن أصدق من الله قيلاً".( سورة النساء).

فضل الصدق، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الصدق يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة – وكأن الصدق طريقك للجنة مباشرة – وإن الرجل ليصدق ويتحرّى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار- وكأن طريق النار من الكذب – وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً".بالله عليك ماذا تريد أن تكتب عند الله؟تخيلوا إنه من الممكن أن يكون بيننا من يكتب عند الله كذاباً ويحشر يوم القيامة بهذه الصفة، ويقرأ صحيفته كلما قلب فيها وجد نفسه منعوتا عند الله بأنه كاذب حتى أن الملائكة تعرف أن هذا كذاب.وآخر بسيط جداًَ ممكن يكون طالب أو امرأة في بيتها تتحرى الصدق وتأتي يوم القيامة وينادى عليها هكذا.(الصدق يهدي إلى البر) : اختار النبي كلمة يهدي وكأن الصدق هو الذي يأخذ بيدك إلى الجنة، وإذا كذبت فسيأخذ الكذب بك إلى النار.وانظر لكلمة (يتحرى) : أي أنك تبحث عن الدقة في صدقك فلا تترك كذيبة.

ما هي أسباب الكذب:

لماذا يكذب الناس؟

خوفك من أن تقع في مصيبة أو مشكلة (إذا أتزنقت) - وهذا هو السبب الأعم عند الناس – زوجة ظلت تشاهد التلفزيون طوال اليوم، وجاء زوجها ليسألها عن الطعام، ستصبح مشكلة ويحدث خصام بينهما مثلا إذا قالت له الحقيقة، فتضطر للكذب (الموقد فيه مشكلة مثلا، …) إذن السبب هنا هو الخروج من المأزق الحرج واعتقادي أن كلمة الكذب هذه هي التي ستنقذني من هذا الموقف. أليس هذا هو السبب الشهير الذي يقع أغلبنا في الكذب بسببه؟ طالب مثلا رسب في الامتحان ، لم يذاكر ، وينتظر أبوه النتيجة لا يستطيع أن يخبره بالحقيقة ، فيقول له أنه نجح ويفاجئ الأب بعد 4 سنوات برسوب ابنه، موظف ولم يخلص في عمله وسأله مديره عن العمل المكلف به ، فيخاف من العقاب فيضطر للكذب ..- المشكلة أنك تعتقد أن هذه الكذبة هي التي ستنجيك، لكن لو علمت أن ما فعلت سيوقعك في شرور ومشاكل أشد، وأنه سيزداد غضب من تريد إرضاؤه عليك كما سيغضب الله منك بل وسيكشف كذبك أمامه. إذن ما رأيك ؟ هل تكذب وتنقذ من موقف اللحظة ثم تكشف بعد ذلك فيكون موقفك أصعب ؟ أم تصدق وتتحمل العقاب ويعرف عنك أنك صادق؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم "تحروا الصدق وإن رأيتم الهلكة فيه ، فإن فيه النجاة" ، حديث جميل – إن صح عن النبي صلى الله عليه وسلم – العلماء يقولون "لو وضع الصدق على جرح لبرأ" ، لو أنك فعلت خطأ ما ومجروح منه ووضعت عليه الصدق لبرأت، وأحيانا العلاج يؤلم الجرح لكنه يشفي في النهاية.جلب المنفعة لنفسك

سبب ثاني من أسباب الكذب : جلب المنفعة لنفسك (جاه – منفعة – رياسة – مال – مكانة في المجتمع …) وهذا النوع أخبث واشد وأسوأ عند الله من النوع الأول وهذا النوع هو الذي يؤدي إلى النفاق ، لأنك ستبدأ في الغش ، وتستبيح الحرمات وتستبيح دماء ، فلا يعقل أنك لتجلب المنفعة ستكذب فقط . وهذا النوع هو الذي أهلك أبا جهل. الناس تعتقد أن أبا جهل كان يكذب النبي لأنه معتقد أنه كاذب بالفعل ، لكن الحقيقة أنه كان يعلم أنه صادق ، والدليل حادثة شهيرة في السيرة ، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد مر على أبي جهل وصديق له يدعوهما للإسلام ، فقال له أبو جهل : أنت كاذب يا محمد ولا أصدقك ، فالنبي تركه وغادر وهو حزين ، وبعد ما غادر قال أبو جهل لصديقه : أنا أعلم أنه صادق .- ولقد رواها صديقه لأنه أسلم بعد ذلك – ولكن يمنعني أن أؤمن به أننا – أي قبيلته – وقبيلة بني عبد مناف – قبيلة سيدنا محمد – كنا فرسي رهان أي يسابقان بعضهما في النفوذ والجاه والمنافع – يقولون منا كذا ، نقول منا كذا ، نقول : ونحن منا كذا ، أي عندنا كذا ، فنقول : ونحن عندنا كذا – حتى قالوا : ونحن منا نبي ، فأنى لنا بها ؟ فلن أصدقه أمام الناس.تخيل أنه سيصبح في قعر نار جهنم لأنه كان حريص على منفعة شخصية، فإياك أن تكون من هذا النوع.لإيذاء الآخرين السبب الثالث للكذب: لإيذاء الآخرين، بسبب حقد أو غل أو حسد أنت تحقد على شخص ، فتكذب لكي تسبب له مشكلة أو ورطة ، تكره إنسان فتكذب لكن تحقر من مقامه ، فانتبه فمن الممكن أن تكذب كذبة في عرض شخص تجعل الناس تلوك في عرضه فتهوي بك في النار سبعين خريفاً . وهذا السبب عاقبته خطيرة.

أن تكذب للكذب تستلذ بالكذب وأنا أحيل هذا النوع للأحاديث النبوية التي ذكرناها في البداية . إنه شيء خطير.- سئل النبي صلى الله عليه وسلم: " أيكون المؤمن جباناً ؟ قال: نعم، قالوا: يا رسول الله, أيكون المؤمن بخيلا ؟ قال: نعم، قالوا يا رسول الله: أيكون المؤمن كذاباً، قال: لا ". أرأيتم ؟ وكأننا ممكن نعذرك في لحظة ضعفت فيها يدك فكنت بخيلا – ولكن ليس معنى هذا أن تكون بخيلا أو جباناً – أو نعذرك في لحظة جبنت فيها نفسك، ولكن لن نعذرك إذا كذبت.فتخيل لو أنك تكذب للكذب ؟

أين عذرك ؟



هذي مقطتقات من المقآله عن الصدق للأستاذ عمرو خالد لأن المقاله طويله وحبيت انكم تستفيدون من هالموضوع,,,

الصدق عنوان الاخلاق


يحكى أن رجلا كان يعصي الله -سبحانه- وكان فيه كثير من العيوب، فحاول أن يصلحها، فلم يستطع، فذهب إلى عالم، وطلب منه وصية يعالج بها عيوبه، فأمره العالم أن يعالج عيبًا واحدًا وهو الكذب، وأوصاه بالصدق في كل حال، وأخذ من الرجل عهدًا على ذلك
وبعد فترة أراد الرجل أن يشرب خمرًا فاشتراها وملأ كأسًا منها، وعندما رفعها إلى فمه قال: ماذا أقول للعالم إن سألني: هل شربتَ خمرًا؟ فهل أكذب عليه؟ لا، لن أشرب الخمر أبدًا.
وفي اليوم التالي، أراد الرجل أن يفعل ذنبًا آخر، لكنه تذكر عهده مع العالم بالصدق. فلم يفعل ذلك الذنب، وكلما أراد الرجل أن يفعل ذنبًا امتنع عن فعله حتى لا يكذب على العالم، وبمرور الأيام تخلى الرجل عن كل عيوبه بفضل تمسكه بخلق الصدق.
ويحكى أن طفلا كان كثير الكذب، سواءً في الجد أو المزاح، وفي إحدى المرات كان يسبح بجوار شاطئ البحر وتظاهر بأنه سيغرق، وظل ينادي أصحابه: أنقذوني أنقذوني.. إني أغرق. فجرى زملاؤه إليه لينقذوه فإذا به يضحك لأنه خدعهم، وفعل معهم ذلك أكثر من مرة.وفي إحدى هذه المرات ارتفع الموج، وكاد الطفل أن يغرق، فأخذ ينادي ويستنجد بأصحابه، لكنهم ظنوا أنه يكذب عليهم كعادته، فلم يلتفتوا إليه حتى جري أحد الناس نحوه وأنقذه، فقال الولد لأصحابه: لقد عاقبني الله على كذبي عليكم، ولن أكذب بعد اليوم. وبعدها لم يعد هذا الطفل إلى الكذب مرة أخري.
ما هو الصدق؟
الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع.
وقد أمر الله -تعالى- بالصدق، فقال: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} [التوبة: 119}:يقول الله تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا} [النساء: 122]، فلا أحد أصدق منه قولا،
وأصدق الحديث كتاب الله -تعالى-. وقال تعالى: {هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله} [الأحزاب: 22].
صدق الأنبياء:أثنى الله على كثير من أنبيائه بالصدق، فقال تعالى عن نبي الله إبراهيم: {واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقًا نبيًا} [مريم: 41].وقال الله تعالى عن إسماعيل: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًا} [مريم: 54].وقال الله تعالى عن يوسف: {يوسف أيها الصديق} [يوسف: 46].وقال تعالى عن إدريس: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقًا نبيًا} [مريم: 56].وكان الصدق صفة لازمة للرسول صلى الله عليه وسلم، وكان قومه ينادونه بالصادق الأمين، ولقد قالت له السيدة خديجة -رضي الله عنها- عند نزول الوحي عليه: إنك لَتَصْدُقُ الحديث
  • ..أنواع الصدق
:المسلم يكون صادقًا مع الله وصادقًا مع الناس وصادقًا مع نفسه.
الصدق مع الله:
وذلك بإخلاص الأعمال كلها لله، فلا يكون فيها رياءٌ ولا سمعةٌ، فمن عمل عملا لم يخلص فيه النية لله لم يتقبل الله منه عمله، والمسلم يخلص في جميع الطاعات بإعطائها حقها وأدائها على الوجه المطلوب منه.
الصدق مع الناس:
فلا يكذب المسلم في حديثه مع الآخرين، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كَبُرَتْ خيانة أن تحدِّث أخاك حديثًا، هو لك مصدِّق، وأنت له كاذب) [أحمد].
الصدق مع النفس:
فالمسلم الصادق لا يخدع نفسه، ويعترف بعيوبه وأخطائه ويصححها، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه وسلم: (دع ما يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة) [الترمذي].
فضل الصدق:
أثنى الله على الصادقين بأنهم هم المتقون أصحاب الجنة، جزاء لهم على صدقهم، فقال تعالى: {أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} [البقرة: 177].وقال تعالى: {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم} [المائدة: 119].والصدق طمأنينة، ومنجاة في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: (تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهَلَكَة، فإن فيه النجاة) [ابن أبي الدنيا].ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليَصْدُقُ؛ حتى يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل لَيَكْذِبُ، حتى يكْتَبَ عند الله كذابًا) [متفق عليه].
فأحرى بكل مسلم وأجدر به أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقه، وأن يجعل الصدق صفة دائمة له، وما أجمل قول الشاعر:
عليك بالصـدق ولــو أنـــهأَحْـرقَكَ الصدق بنـار الوعـيـدوابْغِ رضـا المـولي،
فأَشْقَـي الوري من أسخط المولي وأرضي العبيــد
وقال الشاعر:
وعـوِّد لسـانك قول الصدق تَحْظَ بهإن اللسـان لمــا عـوَّدْتَ معــتـادُالكذب
:وهو أن يقول الإنسان كلامًا خلاف الحق والواقع، وهو علامة من علامات النفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) [متفق عليه].والمؤمن الحق لا يكذب أبدًا، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: (نعم).قيل: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: (نعم).قيل: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: (لا) [مالك].والكذاب لا يستطيع أن يداري كذبه أو ينكره، بل إن الكذب يظهر عليه، قال الإمام علي: ما أضمر أحد شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه.وليس هناك كذب أبيض وكذب أسود، أو كذب صغير وكذب كبير، فكل الكذب مكروه منبوذ، والمسلم يحاسَب على كذبه ويعاقَب عليه، حتى ولو كان صغيرًا، وقد قالت السيدة أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها- لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إذا قالت إحدانا لشيء تشتهيه: لا أشتهيه، يعدُّ ذلك كذبًا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الكذب يكْتَبُ كذبًا، حتى تُكْتَبَ الكُذَيبَة كذيبة) [أحمد].وعن عبد الله بن عامر -رضي الله عنه- قال: دعتني أمي يومًا -ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا- فقالت: تعالَ أعطِك، فقال لها: (ما أردتِ أن تعطيه؟). قالت: أردتُ أن أعطيه تمرًا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إنك لو لم تعطِه شيئًا كُتِبَتْ عليك كذبة) [أبوداود].
الكذب المباح:
هناك حالات ثلاث يرخص للمرء فيها أن يكذب، ويقول غير الحقيقة، ولا يعاقبه الله على هذا؛ بل إن له أجرًا على ذلك، وهذه الحالات هي:الصلح بين المتخاصمين: فإذا علمتَ أن اثنين من أصدقائك قد تخاصما، وحاولت أن تصلح بينهما، فلا مانع من أن تقول للأول: إن فلانًا يحبك ويصفك بالخير.. وتقول للثاني نفس الكلام...وهكذا حتى يعود المتخاصمان إلى ما كان بينهما من محبة ومودة.الكذب على الأعداء: فإذا وقع المسلم في أيدي الأعداء وطلبوا منه معلومات عن بلاده، فعليه ألا يخبرهم بما يريدون، بل يعطيهم معلومات كاذبة حتى لا يضر بلاده.في الحياة الزوجية: فليس من أدب الإسلام أن يقول الرجل لزوجته: إنها قبيحة ودميمة، وأنه لا يحبها، ولا يرغب فيها، بل على الزوج أن يطيب خاطر زوجته، ويرضيها، ويصفها بالجمال، ويبين لها سعادته بها -ولو كان كذبًا-، وكذلك على المرأة أن تفعل هذا مع زوجها، ولا يعد هذا من الكذب، بل إن صاحبه يأخذ عليه الأجر من الله رب العالمين.
المسلم لا يكذب في المدح أو المزاح:وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أناسًا منافقين يمدحون مَنْ أمامهم ولو كذبًا، فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب) [مسلم].وهناك أناس يريدون أن يضحكوا الناس؛ فيكذبون من أجل إضحاكهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (ويل للذي يحدِّث بالحديث ليضحك به القوم؛ فيكذب، ويل له، ويل له) [الترمذي].وقال صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم بيت في رَبَضِ الجنة (أطرافها) لمن ترك المراء وإن كان مُحِقَّا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وبيت في أعلى الجنة لمن حَسُن خلقه) [أبوداود].وكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- إذا سمع من يمدحه يقول: اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون.